قمع عنيف للمظاهرات السلمية واستهداف للنشطاء والمدافعين في السودان
في 19 ديسمبر/كانون الأول 2018 ، اندلعت مظاهرات سلمية في شوارع مدينة عطبرة بشمال السودان، وانتشرت في كافة أرجاء البلاد ، بما فيها العاصمة الخرطوم.
بدأ المتظاهرون بالإحتجاج على الغلاء المعيشي ونقص الغذاء والوقود ، ولكن بعد مواجهة السلطات السودانية لهم بالعنف أصبحوا يطالبون باستقالة الرئيس عمر البشير.
وفقا لمدافعين ميدانيين ، واجهت قوات أمن الدولة الاحتجاجات السلمية بالقوة المميتة. في 28 ديسمبر/كانون الأول 2018 ، استُهدف مئات الأشخاص بالغاز المسيل للدموع في أم درمان بعد خروج احتجاجات عقب صلاة الجمعة. ويُفهم أن العديد ممن قُتلوا كانوا ضحايا لرصاص قوات الأمن.
من بين من تم اعتقالهم واحتجازهم، عشرات من المدافعين عن حقوق الإنسان ، وفيهم ناشطون شعبيون وصحفيون ومحامون. في 3 يناير / كانون الثاني 2018 ، قُبض على حسن عبد العاطي من المنتدى المدني الوطني ، الذي يعمل في قضايا التنمية وحقوق الإنسان ، مع اثنين من زملائه من مكتبهم في الخرطوم. وفي اليوم نفسه ، اعتُقل فيصل محمد صالح من "طيبة برس" -وهي منظمة غير حكومية تقوم بتدريب الصحفيين المحليين.
وكان من المقرر الإفراج عن هشام علي محمد علي في الأول من يناير/كانون الثاني، بعد أن برأته المحكمة في نوفمبر/تشرين الثاني) ، ولكن عند استكمال إجراءات الإفراج عنه أعيد اعتقاله مع محاميه. كما تم اعتقال هشام عمر النور في الأول من يناير/كانون الثاني أيضا.
ألقي القبض على عديلة الزئبق و سمية إسحاق و سامية عرقاوي و أمل جبر الله في 25 ديسمبر/كانون الأول 2018 ، فيما أُلقي القبض على إحسان فقيري في 21 ديسمبر/كانون الأول. عديلة الزئبق و سمية إسحاق هما عضوتان في الاتحاد النسائي السوداني (SWU) ، الذي يناضل من أجل حقوق المرأة. وجميع المدافعات الخمس لا يزلن قيد الاحتجاز.
وفي وقت لاحق ، تم الإفراج عن مدافعين وصحفيين آخرين كان قد ألقي القبض عليهم في نهاية ديسمبر/كانون الأول، من بينهم شمائل النور ومها الطيب ومحمد سليمان وعمار حسن وعلي فسّاب.
وقد شملت موجة الاعتقالات أيضاً نشطاء طلابيين ، من بينهم زرياب عبد الرحمن دهب و محمد الوالي عمر و عبد الرحمن محسب و عبد الناصر محمد ولد أندي ، وهم جميعا أعضاء في مؤتمر الطلاب المستقلين ، وهي جمعية طلابية تعمل للدفاع عن حقوق الطلاب في السودان.
فرونت لاين ديفندرز تدين بشدة ما تقوم به السلطات من استمرار أعمال العنف والقمع والاعتقالات الجماعية وعمليات القتل التواصلة في استهداف النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان.