قمع متواصل ضد المدافعين عن حقوق الإنسان
في السودان، شنت قوات الأمن حملة جديدة من الاعتقالات استهدفت المدافعين عن حقوق الإنسان، وذلك ردا على الاحتجاجات المستمرة. على مدار الشهر الماضي، تعرض العشرات من المدافعين والمدافعات والمحامين والصحفيين والأكاديميين للاعتقال التعسفي، ولم تقتصر هذه الحملات على مواقع الاحتجاجات في الشوارع وحسب، وإنما امتدت لتصل إلى المنازل وأماكن العمل أيضا.
في 31 يناير/كانون الثاني 2019، احتجزت قوات الأمن السودانية ناظم سراج، وهو طبيب ومدافع عن حقوق الإنسان وكان ناشطاً في مجموعات شبابية مختلفة ومنسقاً لمنظمة شباب "شارع الحوادث" التي هي عبارة عن مبادرة لتوفر العلاج الطبي المجاني وإعادة التأهيل للمواطنين السودانيين، بمن فيهم ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان.
في 30 يناير/كانون الثاني 2019، أُلقي القبض على الكاتب ومحامي حقوق الإنسان كمال الجزولي من مكتبه. في 28 يناير/كانون الثاني 2019، اعتقلت قوات الأمن المدافع عن حقوق الإنسان والخبير الاقتصادي سيدجي كابالو من منزله واقتادته إلى مكان مجهول. ولا يزال الصحفي وعضو شبكة الصحافيين السودانيين، عادل إبراهيم، رهن الاحتجاز في مكان مجهول منذ اعتقاله في 15 يناير/كانون الثاني.
كما تم احتجاز العديد من المدافعات عن حقوق الإنسان اللواتي شاركن في قيادة الاحتجاجات السلمية في الأسبوعين الماضيين. وبالرغم من الإفراج عن بعضهن لاحقاً، فإن أكثر من 16 مدافعة لا يزلن وراء القضبان، من بينهن قياديات في الاتحاد النسائي السوداني؛ منهن الدكتورة إحسان فقيري، والدكتورة أمل جبر، وأديلا الرئبق، والمحاميات حنان نور، هنادي فضل، سامية عرقاوي، وأماني عثمان. كما استمر احتجاز الصحفيتين البارزتين والمدافعتين: سمية إسحاق وأماني إدريس. وقد حرم البعض منهن من الاتصال بمحاميين أو بزيارات عائلية ولا يزال البعض منهن بحاجة إلى المساعدة الطبية الفورية.
في 13 يناير/كانون الثاني 2019 ، ، اعتُقلت الطبيبة والمدافعة عن حقوق الإنسان المرأة هبة عمر إبراهيم، وتم الضغط عليها للكشف عن أسماء المدافعين الآخرين عن حقوق الإنسان العاملين في القطاع الصحي.
فرونت لاين ديفندرز تدين بشدة استمرار موجة القمع والإعتقالات التعسفية على يد السلطات السودانية التي تواصل استهداف النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان.
كما تدعو فرونت لاين ديفندرز الحكومة السودانية إلى:
- الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدافعين عن حقوق الإنسان ، بمن فيهم المدافعات، حيث تعتقد فرونت لاين ديفندرز أن سبب احتجازهم هو عملهم المشروع والسلمي في الدفاع عن حقوق الإنسان؛
- ضمان أن تتم معاملة جميع المدافعين عن حقوق الإنسان أثناء احتجازهم للشروط المنصوص عليها في "مجموعة المبادئ المتعلقة بحماية جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن" ، التي اعتمدها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 43/173. في 9 كانون اﻷول / ديسمبر 1988؛
- الكف عن استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين في السودان وضمان أن يكونوا في جميع الظروف قادرين على القيام بأنشطتهم المشروعة في مجال حقوق الإنسان دون خوف من انتقام ودون أي قيود -بما فيها المضايقة القضائية.