الغالي عبد الهادي
في 25 مارس/آذار، تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للتضامن مع الموظفين المحتجزين والمفقودين.
اليوم، تجدّد فرونت لاين ديفندرز دعوتها للإفراج عن زميلنا السابق، البحريني المدافع البحريني عن حقوق الإنسان عبد الهادي الخواجة. كان عبد الهادي يعمل كمنسق حماية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في فرونت لاين ديفندرز لأكثر من عامين، سافر خلالهما إلى دول المنطقة واجتمع مع زملائه المدافعين عن حقوق الإنسان، ودعم عملهم، وعمل لحمايتهم، وحقّق في الانتهاكات المرتكبة ضدهم. شغل عبد الهادي منصب منسق حماية الشرق الأوسط من 2008 إلى فبراير//شباط 2011، عندما استقال للمساعدة في قيادة الثورة السلمية المؤيدة للديمقراطية التي اجتاحت شوارع بلده.
كان عبد الهادي ولايزال الصوت القوي والسلمي الداعي إلى حقوق الإنسان والإصلاح في البحرين. في 9 ابريل/نيسان 2011، ألقت السلطات البحرينية القبض عليه ضمن حملة قمع ضد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، وفي 22 يونيو/حزيران 2011، حكمت محكمة عسكرية في البحرين على عبد الهادي وثمانية نشطاء آخرين بالسجن مدى الحياة، استناداً إلى أدلة شهد الكل بأنها كانت منتزعة تحت وطأة التعذيب. وقد خلصت "اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق" الحكومية إلى أنه تعرض للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية خلال اعتقاله واحتجازه. وقد تعرض للضرب المبرح، مما أدى إلى كسر في الفك، قضى بعده شهرين في الحبس الانفرادي حيث تعرض هناك أيضا للتعذيب الجسدي والنفسي والجنسي.
خلال فترة سجنه، استمر في الدفاع عن حقوق البحرينيين، والتحدث علنا ضد الاعتقالات الجماعية والمحاكمات المسيّسة، وتقارير التعذيب المسرّبة من سجون البحرين.
بعد مرور قرابة خمسة أعوام، لا يبقى سجن عبد الهادي دليلاً قاطعاً على الظلم وحسب، بل أيضا على أن النظام البحريني ليس لديه نية للإصلاح.
إن نشطاء حقوق الإنسان مثل عبد الهادي يجب أن يكونوا طلقاء لكي يعملوا بسلمية ومشروعية لحقوق مجتمعاتهم، وليس أسارى يعانون خلف القضبان.
وفيما نحن نجدّد دعوتنا للحرية لعبد الهادي، كتب نائب مديرة فرونت لاين ديفندرز أندرو أندرسون الرسالة المفتوحة التالية لصديقنا وزميلنا السابق:
الغالي عبد الهادي،
مرة أخرى، انتهينا للتو من "أسبوع الموظفين" في دبلن، وبغض النظر عن مدى إيجابية المناقشات إلا أنها دائما تذكرنا بأنك غير قادر لتكون بيننا. إننا نفتقد آراءك الحكيمة ودعابتك المرحة على السواء. روحك معنا دائماً.
أدرك تماما أن الذكرى الخامسة لاحتجازك قادمة، وهذا مبعث إحباط كبير لنا لأننا لم نتمكن في ذلك الوقت أن نفعل أكثر من توجيه الأنظار إلى قضيتك وقضية قمع المدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين. ولكننا سوف نثابر، وما زلت على ثقة من أنه مهما طال ليل الصراع، فإن صبح جهودكم الرامية لصالح الآخرين في البحرين سيبزغ في نهاية المطاف ليحقق التّقدم. إن تصرفات النظام البحريني يائسة تجاهك، فنأمل أن تكون هذه التصرفات نذيرة لهم بأنهم بحاجة لأن يفتشوا عن أسلوب جديد.
إننا بصدد وضع خطط لعام 2016 وسنسعى ثانيةً أن نولي اهتماما آخر لدعوات إطلاق سراحك، فإذا كان هناك ثمة أمر تعتقد بأنه سيفيدنا في هذا الإتجاه نرجو إعلامنا به. وإني على أمل أيضا لأن تُتاح لي الفرصة للقدوم إلى البحرين لنحاول مرة أخرى في مسعانا في الأسابيع المقبلة.
لقد قمنا بإرسال نسخة من "الاستعراض السنوي" (Dispatches) إليك، وسترى بأننا تمكنا من تهريب صورتك من خلالها.
كان رائعا وجود مريم معنا على العشاء في أدنبرة في ديسمبر/كانون الاول، ولكن حان الوقت لأن نتمكن من دعوتك لزيارتنا. سوف نستمر في العمل على ذلك.
نتمنى لك كل خير،
أندرو