التحليل الشامل لسنة 2019
يفصّل التحليل الشامل لسنة 2019 الاعتداءات الجسدية وحملات التشهير وتهديدات الأمن الرقمي والمضايقة القضائية والهجمات المجندرة التي يواجهها المدافعون والمدافعات عن حقوق الإنسان حول العالم. كما أظهرت الأحداث الأخيرة من هونج كونج إلى بغداد ، فإن المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان في طليعة التغيير الاجتماعي ويواجهون / تواجهن تهديدات ومخاطر كبيرة للقيام بذلك - سواء طالبوا بالحريات المدنية والسياسية أو حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ.
تحميل التحليل الشامل لسنة 2019
تميزت سنة 2019 بموجة انتفاضات كبرى في كل مناطق العالم طالبت بإجراء تغييرات على مناهج الحكم. تراوح الدور الذي لعبه المدافعون و المدافعات عن حقوق الإنسان في هذه الاحتجاجات من التنظيم والتعبئة إلى رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان ٬ ومساعدة أولئك الذين أصيبوا / اللاتي أصبن أو قبض عليهم / عليهن . اختلفت اسباب المظاهرات و الاحتجاجات في الشوارع والاضطرابات الاجتماعية ٬ لكنها كانت كلها تدور حول الرفض التام لعدم المساواة الاقتصادية العميقة والفساد المستشري والدعوات إلى المزيد من الحقوق المدنية والسياسية. ومع ذلك ، ردت قوات الأمن في كثير من الأحيان بقوة مميتة ، بالتزامن مع ازدياد الضغوط على النخبة الحاكمة في الأنظمة الديمقراطية والأنظمة الاستبدادية .
وبالنظر إلى العام الماضي ، يلاحظ السيد أندرو أندرسون ، المدير التنفيذي لمنظمة فرونت لاين ديفندرز :
في عام 2019 ، رأينا المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان حرفيا على الخطوط الأمامية للدفاع عن الحقوق وتعزيزها في هونغ كونغ وشيلي والعراق والجزائر وزيمبابوي وإسبانيا والعديد من المدن والبلدات الأخرى حول العالم. وعلى الرغم من القمع ، فإنهم يواصلون /انهن تواصلن تقديم رؤى لمجتمعاتهم / مجتمعاتهن والعالم الشئ الذي أحرج حكوماتهم وقادتهم ، و كل المجتمع الدولي.
في عام 2019 ، تم استهداف 304 من المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان بالقتل في 31 دولة بسبب عملهم /عملهن وفقًا للبيانات التي جمعتها فرونت لاين ديفندرز. تقود المدافعات عن حقوق الإنسان ، أكثر من أي وقت مضى ، نضالات من أجل الحقوق - وتدفع ثمناً باهظاً. على الرغم من التغييرات غير المسبوقة في المملكة العربية السعودية للنساء ، فإن المدافعات عن حقوق الإنسان مثل لجين الهذلول وسمر بدوي ، اللواتي قدن النضال من أجل الحق في القيادة ، وإنهاء نظام الوصاية والمساواة ، لا زلن في السجن. في إيران المجاورة ، حُكم على نسرين سوتوده في مارس / آذار بالسجن 33 عامًا و 148 جلدة ، وهي أطول عقوبة تلقاها أحد المدافعين او المدافعات عن حقوق الإنسان في عام 2019. وبينما لا يزال الإبلاغ عن حوادث العنف والتحرش الجنسي منخفضًا لعدة أسباب ، الا أن فرونت لاين ديفندرز دعمت من خلال برنامج منح الحماية عددًا غير مسبوق من المدافعات عن حقوق الإنسان ممن تعرضن لمثل هذه الانتهاكات.
خلال حفل اطلاق التقرير الشامل لسنة 2019 اليوم في دبلن قالت ميريم الياس نائب رئيس قسم الحماية:
التهديدات والاعتداءات على المدافعات عن حقوق الإنسان تتخذ أبعاداً محددة لجنسهن وغالباً ما تنطوي على تهديدات وعنف جنسي. تُعاقب المرأة على عملها العام من خلال مهاجمة حياتها الخاصة و التشكيك في دورها كأم وزوجة وشريكة . يسلط هذا التقرير الضوء على الطبيعة المعقدة للتهديدات والترهيب ضد المدافعات عن حقوق الإنسان.
يوثق تقرير التحليل الشامل لعام 2019 طرق استهداف المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان الذين يعملون /اللاتي تعملن لدعم المهاجرين وحمايتهم حيث تواصل الحكومات في جميع أنحاء العالم الفشل في معالجة تدفقات اللاجئين والهجرة. تم تقديم المدافعين و المدافعات عن حقوق المهاجرين في الولايات المتحدة إلى المحكمة لتقديم المساعدة الإنسانية للمهاجرين الذين يعبرون صحراء سونورا القاتلة في جنوب غرب الولايات المتحدة ، بينما في أوروبا تم تجريم المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان الذين ينقذون / الاتي تنقذن الأرواح في البحر الأبيض المتوسط وواجهوا /واجهن تهديدات من الجماعات القومية اليمينية في بلدانهم /بلدانهن. تطوع المواطن الأيرلندي ، شون بيندر ، وهو غواص إنقاذ ومساعد في البحث والإنقاذ البحري ، كمنسق لعمليات الإنقاذ المدنية في اليونان ؛ تم اعتقاله واتهامه بغسيل الأموال والتجسس ومساعدة شبكات التهريب غير القانونية.
بالإضافة إلى الاعتداءات الجسدية والتشريعات التقييدية والترهيب والتهديدات التي يواجهها المدافعون و المدافعات عن حقوق الإنسان ، نشرت السلطات تدابير مختلفة لمهاجمة المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان وإعاقة عملهم /عملهن عبر الإنترنت وفي الفضاءات الرقمية. كان إغلاق الإنترنت أو تقييد النفاذ اليها أو حظر أدوات اتصال معينة مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمراسلة الفورية أثناء الاحتجاجات أو الاضطرابات الاجتماعية أو الأزمات أمرًا شائعًا في عام 2019. وقد أثر ذلك على عمل وأمن المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان بطرق عديدة ؛ كان أكثرها وضوحا ، صعوبة الإبلاغ عن انتهاكات حقوق الإنسان والتواصل بشكل آمن ، والتنظيم والتعبئة بالنسبة للمدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان على اثر قطع الاتصالات ، .
أصبحت منصة وسائل التواصل الاجتماعي واتساب ، المشهورة بالتنظيم والاتصالات ، تهديدًا خطيرًا عندما تمت أسلحتها ضد المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان في عدد من الحالات. تم إرسال رسائل للمدافعين عن حقوق الانسان في التيبات رسائل واتساب يزعم أنها من منظمات غير حكومية وصحفيين تحتوي على روابط مصممة للسماح بتثبيت برامج التجسس على هواتفهم إذا تم النقر عليها. في حالة أخرى ، تورطت برمجيات بيجاسوس التي أنشأتها المجموعة الإسرائيلية ان اس او في هجوم على المدافعين عن حقوق الإنسان في المغرب.
على الرغم من السياق الصعب الذي يعمل فيه المدافعون و المدافعات عن حقوق الإنسان في عام 2019 ، فإنهم لا يزالون /فانهن لا تزلن في طليعة إحداث تغيير اجتماعي إيجابي:
بعد سنوات من الدعوة والاحتجاجات ٬ احتفلت الجماعات النسائية المكسيكية والمدافعات عن حقوق الإنسان بتشريع الإجهاض في ولاية واهاكا ٬ حيث أصبحت أول ولاية في البلاد تلغي تجريم الإجهاض منذ تشريعه في مدينة مكسيكو سيتي منذ 12 عا ًما.
في شباط / فبراير ٬ سحب مجلس النواب في البرلمان الأردني مجموعة من التعديلات لقانون الجرائم الإلكترونية رقم 27 لعام 2015 بعد الضغط المستمر من المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني. كان لهذه التعديلات ان تضفي تأثيرا كبيرا على حرية التعبير و الحق في احترام الخصوصية في الأردن
نجح المدافعون عن حقوق مجتمع الم-ع في روسيا في اكتساب رؤية ودعم عام ٬ بما في ذلك داخل منظمات حقوق الإنسان التقليدية. جذبت الأنشطة التي يقومون بها العديد من المؤيدين وحظيت بتغطية إعلامية كبيرة ٬ على الرغم من أن الحظر المفروض على "دعاية المثلية الجنسية" يشكل تهديًدا يمكن تنفيذه في أي وقت.
تواصل فرونت لاين ديفندرز العمل مع المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان لتعزيز أمنهم /أمنهن من خلال مجموعة من برامج الحماية. بالإضافة إلى التدريب على إدارة المخاطر والحماية الرقمية ، والمناصرة على المستوى الوطني والدولي وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي ، وبرنامج التنقل العاجل الطارئ ، قدمت فرونت لاين ديفندرز أكثر من 620 منحة حماية للمدافعين و المدافعات عن حقوق الانسان المعرضين/ المعرضات للخطر في عام 2019. تعمل فرونت لاين ديفندرز أيضًا مع المدافعين و المدافعات عن حقوق الإنسان لتصميم حملات الابراز لمواجهة حملات التشهير والتشويه التي تعرضهم /تعرضهن للخطر.