الإحتجاز التعسفي للمدافع عن حقوق الإنسان سيف العيادي

في 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، قامت مجموعة من ضباط الشرطة، بملابس مدنية وفي سيارة مدنية، باعتقال المدافع عن حقوق الإنسان سيف العيادي بينما كان في طريقه للعمل مع اثنين من زملائه، بعد حضوره مؤتمرا صحفيا في مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين.

سيف العيادي هو مدافع تونسي عن حقوق الإنسان وعضو في فرع باردو للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وهو كذلك عضو في الجمعية التونسية للعدالة والمساواة "دمج".

المدافع عن حقوق الإنسان هو أيضًا عضو في الحملة الوطنية "تعلّم عوم" التي تهدف إلى وضع حدّ للإفلات من العقاب وعنف الشرطة في تونس. وكان سيف أيضًا ضمن المجموعة التنسيقية التي نظمت مؤتمرًا صحفيًا بالتعاون مع فريق الدفاع نيابة عن عائلة عمر العبيدي. كان العبيدي، 19 عامًا، من مشجعي كرة القدم وتوفي في 31 مارس 2018 أثناء فراره من هجوم عنيف للشرطة أدّى به إلى إلقاء نفسه في نهر. وعُثِر على جثته في اليوم التالي وعليها علامات عنف واضحة.

بعد المؤتمر الصحفي، إستقلّ سيف العيادي سيارة أجرة مع اثنين من زملائه للتوجّه إلى مكان عمله. أوقفت سيارة تحمل رجال شرطة يرتدون ملابس مدنية سيارة الأجرة، وأجبرته على النزول، وأخذته إلى جهة مجهولة دون الكشف عن هويتها. بعد متابعة سيارة الشرطة، أدرك زميلاه أن المدافع عن حقوق الإنسان نُقل إلى مركز الحرس الوطني في حي التضامن.

وعلم محامو سيف العيادي أنه تم اتخاذ قرار بالقبض عليه بعد التشاور مع النيابة العامة، في سياق حملة إعتقال استهدفت الاحتجاجات الشعبية الجارية في حي التضامن ومناطق أخرى من العاصمة. تندّد هذه الاحتجاجات من قبل سكان هذه الأحياء، وخاصة الشباب، بعنف الشرطة الذي تسبب في مقتل الشاب مالك سليمي في حيّ التضامن. بصفته عضوًا نشطًا في المجموعة التي تقوم بزيارات لمراكز الاحتجاز والسجون بقيادة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وحملة "تعلّم عوم"، كان سيف العيادي أول من زار أسرة المتوفى والتحدث إلى شاهد العيان والصديق المقرب للضحية فرات العياري.

في 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2022، مثل المدافع عن حقوق الإنسان أمام النائب العام في أريانة، الذي سلّمه إلى قاضي التحقيق في نفس المنطقة. واعتبر الأخير أن الاستجواب يجب أن يُستأنف على مستوى مركز الحرس الوطني في حي التضامن، بسبب نقص العناصر اللازمة للتحقيق.

بعد هذا الاستجواب، سيتعين على سيف العيادي المثول غدًا، 21 أكتوبر 2022، أمام قاضي التحقيق، الذي سيتعين عليه الفصل في القضية. سيقضي المدافع عن حقوق الإنسان ليلة أخرى في مركز الاحتجاز.

تعرب فرونت لاين ديفندرز عن قلقها إزاء محاكمة سيف العيادي، لأنها واحدة من حالات المضايقة الأخرى من قبل السلطات التونسية ضد المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، لا سيما أولئك الذين يعملون ضد عنف الشرطة والإفلات من العقاب. وتدعو فرونت لاين ديفندرز السلطات التونسية إلى إسقاط جميع التهم الموجهة إليه، لأنها تعتقد أن هذه الأعمال هي مجرد محاولات لردع الأعمال السلمية للمدافعين/ات عن حقوق الإنسان. وتعتقد أن المدافعين/ات عن حقوق الإنسان يجب أن يكونوا قادرين/ات على القيام بأنشطتهم/ن دون خوف من الانتقام.