السودان تعتقل المدافع الدكتور مضوي إبراهيم آدم، مجدّداً
بقلم أندرو أندرسون
صديقي الدكتور مضوي إبراهيم آدم رهن الاعتقال ثانيةً في الخرطوم. فقد اعتقله جهاز المخابرات والأمن الوطني من جامعة الخرطوم في 7 ديسمبر/كانون الأول وتم احتجازه دون السماح له بالوصول إلى محاميه أو عائلته. وقد سبق أن اعتقل عدة مرات لأكثر من شهر خلال عام 2010، وقبل ذلك لما مجموعه 18 شهرا لمرات عديدة خلال الفترة ما بين 2003-2005.
الدكتور مضوي هو مدافع عن حقوق الإنسان ومن الحائزين على جوائز، وشخص كرس حياته للعمل سلميا من أجل التنمية الاجتماعية وحقوق جميع الناس في السودان.
كان مؤسس ورئيس منظمة السودان للتنمية الاجتماعية (سودو)، والتي كانت أكبر منظمة سودانية تقدم الدعم للنازحين والمجتمعات الضعيفة الأخرى قبل إغلاقها من قبل السلطات في عام 2009. ثم قضت المحاكم السودانية بعدم قانونية هذا الإغلاق إلا أنه لم يتم بعد السماح لسودو بإعادة عملها في البلاد.
ومن المفارقة أن الدكتور مضوي كان قد تعرض لانتقادات بسبب موافقته على المشاركة في حوار وطني رعته الحكومة السودانية هذا العام. إن اعتقاله يطرح التساؤل حول صدق الجهود التي تبذلها الحكومة لإيجاد حل سلمي لمشاكل عديدة في البلاد. ويتزامن اعتقاله مع حملة مستمرة ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والتظاهر السلمي.
الدكتور مضوي هو أستاذ هندسة في جامعة الخرطوم ويدير شركته الهندسية بنجاح. وقد تركز جزء كبير من عمله المهني على توفير المياه النظيفة والصرف الصحي للمجتمعات المحلية في جميع أنحاء السودان.
في عام 2005 حاز الدكتور مضوي على الجائزة الافتتاحية من فرونت لاين ديفندرز للمدافعين الذين يواجهون الأخطار. وفي العام نفسه حصل أيضا على جائزة حقوق الإنسان أولا الإعتبارية.
في عام 2010 لفّقت السلطات السودانية اتهامات ضد الدكتور مضوي بسوء الإدارة المالية دون أن تتمكن من تقديم أي أدلة موثوق بها إلى المحكمة. ويبدو أنهم يسعون مرة أخرى لاختلاق أدلة ضده. احتجز سائقه آدم الشيخ في 7 ديسمبر/كانون الأول. كما أقدم جهاز الأمن والوطني في 12 ديسمبر/كانون الأول على اعتقال نورة عبيد، المحاسبة في شركة الدكتور مضوي الهندسية. ولايزالان محتجزان معا دون السماح لهما بالاتصال بمحاميهما أو أُسرهما، ويعتقد بأنهما مهددين لخطر التعذيب.
يبدو أن هذا الرجل الهادئ الشديد النزاهة يشكل تهديدا لأولئك الذين يسعون للحفاظ على سلطتهم الوحشية في السودان.
لقد تحدث الدكتور مضوي عن انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل جميع الأطراف في السودان، فانتقد الحكومة وجماعات المعارضة المسلحة عندما انكشفت الحقائق أمامه. وتمت مراقبته ومنعه من الانضمام إلى بعض أصحاب المطالبات. وقد عمل باستمرار من أجل السلام.
قدرته على العمل مع الناس من جميع الخلفيات، والتزامه الراسخ بالوصول للحقيقة والعدالة، وعلاقاته الدولية ومصداقيته.. هذه ينظر لها من قبل النخبة الحاكمة على أنها صفات خطرة.
إن ممارسات جهاز الأمن الوطني والمخابرات من اعتقال وتلفيق ضده تفضح الحكومة السودانية أكثر مما تسيء إلى الدكتور مضوي ونشاطه السلمي لحقوق الإنسان واحترام الجميع.